الصنادل الذهبية لتوت عنخ آمون.. رمزية الملك
الصنادل الذهبية لتوت عنخ آمون.. رمزية الملك
قبل أيام قليلة من الافتتاح الرسمي للمتحف المصري الكبير المقرر يوم السبت المقبل، يواصل التاريخ المصري القديم استعراض كنوزه الباهرة أمام العالم، ومن أبرز هذه الكنوز التي ستأسر أنظار الزوار، الصنادل الذهبية للملك توت عنخ آمون، التي تمثل مثالًا فريدًا على ثراء المملكة الحديثة وروعة الحرفية المصرية القديمة.
تم اكتشاف الصنادل الذهبية ضمن محتويات مقبرة الملك الصبي في وادي الملوك (KV62) على يد عالم الآثار البريطاني هوارد كارتر، وهي اليوم واحدة من أبرز القطع التي يحرص المتحف على إبرازها، هذه الصنادل، المزخرفة بنقوش تشبه القصب المنسوج، لم تكن مجرد أداة للارتداء، بل كانت رمزًا للقوة والثراء والارتباط الإلهي للملك، فقد كان الذهب في مصر القديمة مرتبطًا بإله الشمس “رع” ومفهوم الحياة الأبدية، ما جعل ارتداء الصنادل الذهبية تعبيرًا عن مكانة توت عنخ آمون وشرعيته كحاكم، ودوره كوسيط بين الآلهة والشعب.
صندل الملك توت عنخ آمون
صندل ذهبي للملك توت عنخ آمون
صنادل توت عنخ آمون
وفي المقابل، كانت أحذية الملك اليومية أكثر بساطة، مصنوعة من شرائط البردي المخيطة، ما يعكس التمييز بين الحياة اليومية للملك وحياته الرمزية بعد الموت. أما الصنادل الذهبية فكانت مخصصة للخلود، حيث غطت قدميه عند وضعه في نعشه الذهبي، لتصبح رمزًا ملموسًا لقوة الملك وثرائه، وارتباطه بالآلهة، ومكانته الرفيعة التي لا تنحسر مع مرور الزمن.
لا تتوقف أهمية الصنادل الذهبية عند رمزية الملك وثرائه، بل تمتد لتسليط الضوء على مستوى الحرفية والدقة التي وصل إليها صانعو الذهب في مصر القديمة. النقوش الدقيقة والزخارف المنسوجة على الصنادل تعكس قدرة الفنان المصري على دمج الجمال الفني بالمعاني الرمزية العميقة، لتصبح كل قطعة من هذه الصنادل قصة تحكي عن تاريخ حضارة عظيمة.
مع افتتاح المتحف المصري الكبير، ستتاح للجمهور فرصة استثنائية لرؤية هذه الصنادل الذهبية عن قرب، وسط مجموعة رائعة من كنوز توت عنخ آمون، التي تشمل التماثيل والمجوهرات والملابس الملكية، لتعيد للأذهان صورة الملك الصبي وعصره المذهل في الأسرة الثامنة عشرة، حوالي 1332-1323 قبل الميلاد.
سيتم تحسين تجربتنا على هذا الموقع من خلال السماح بملفات تعريف الارتباط

التعليقات 0