البحوث-الإسلامية-يفتتح-الأسبوع-الدعوي
البحوث-الإسلامية-يفتتح-الأسبوع-الدعوي
افتتح مجمع البحوث الإسلامية، أمس الأحد، فعاليات الأسبوع الحادي عشر للدعوة الإسلامية في الجامع الأزهر، والذي تُنظِّمه اللجنة العليا للدعوة بالمجمع تحت عنوان: «سيرة ميلاد وبناء أمجاد»، وذلك في إطار حملة “فاتبعوه” التي أطلقها المجمع بمناسبة الذكرى العطرة لمولد النبي ﷺ.
واستُهلت فعاليات الأسبوع بندوة حاضر فيها كل من: الدكتور حسن يحيى، الأمين العام المساعد للجنة العليا لشئون الدعوة، والدكتور أشرف شعبان، أستاذ الدعوة الإسلامية بجامعة الأزهر، فيما أدار الندوة الشيخ يوسف المنسي، عضو أمانة اللجنة العليا لشئون الدعوة.
وخلال كلمته، أوضح الدكتور حسن يحيى أن الأدب مع رسول الله ﷺ واجب شرعي؛ لأنه ﷺ حرر الرقاب من النار، وأهدى البشرية الخير كله، مبينًا أن أقل ما يقدمه المسلم لمقامه الشريف هو المحبة وحسن الاتباع والاقتداء. وأكد أن القرآن الكريم بيَّن صور هذا الأدب؛ منها خفض الصوت عند مخاطبته ﷺ، وعدم الاعتراض على ما جاء به، والتنبيه إلى أن سوء الأدب معه ﷺ يحبط الأعمال، بينما يورث حسن الأدب مغفرة وأجرًا عظيمًا.
وأشار إلى أن الناس في هذا الباب فريقان: فريق سلَّم بكل ما جاء به النبي ﷺ فاستكمل الأدب معه، وفريق أنكر شيئًا من سنته بحجة العقل والفكر، وهو في الحقيقة قد أخل بالأدب إخلالًا كبيرًا؛ لأن جوهر الأدب مع الرسول ﷺ هو التسليم المطلق لله ورسوله. وحذر من أن التجرؤ على مقامه الشريف أو إنكار شيء مما جاء به يُعد ذنبًا عظيمًا يستوجب العذاب الأليم، لافتًا إلى أن القرآن علَّم الأمة كيف تتعامل مع مقام النبي ﷺ حتى في الأمور البسيطة؛ كالاستئذان والحديث مع أهله، بما يبرز عظمة مكانته.
من جانبه، شدد الدكتور أشرف شعبان على أن محبة النبي ﷺ شرط أساسي لكمال الإيمان، مستشهدًا بقوله ﷺ: «لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحبَّ إليه من والده وولده والناس أجمعين». وأوضح أن فضل الرسول ﷺ على البشرية عظيم؛ إذ أخرجها من ظلمات الجهل والضلال إلى نور الهداية والإيمان، مستشهدًا بقول الله تعالى: {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ}.
وبيَّن شعبان أن الصحابة -رضي الله عنهم- جسَّدوا أعظم صور التوقير للنبي ﷺ، فلم يرفعوا أصواتهم عنده، وجلسوا بين يديه بخشوع ووقار، وكانوا يخاطبونه بـ«رسول الله» تعظيمًا لشأنه.
وأكد أن الأدب مع النبي ﷺ ومحبته طريق إلى رضوان الله ورفعة الدرجات، وأن محبته الحقيقية تظهر في الاقتداء بأخلاقه وسلوكه في العبادات والمعاملات، ليكون المسلم قدوة حسنة كما كان النبي ﷺ، فكل عمل يجمع بين العبادة والاتباع مضاعف الأجر والفضل.
سيتم تحسين تجربتنا على هذا الموقع من خلال السماح بملفات تعريف الارتباط
التعليقات 0